سيرة نبي الله سليمان عليه السلام فى نقاط

((سيرة نبي الله سليمان عليه السلام ))

نسبه عليه السلام :

1- هو سليمان بن داود بن ايشا بن عويد بن عابر حتى ينتهي نسبه إلى يهوذا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم وهو أحد أنبياء بني إسرائيل، وقد رزقه الله النبوة والملك وأعطاه ملكًا لا ينبغي لأحد من بعده فكان ملكه واسعًا وسلطانه عظيمًا.

ملك سليمان عليه السلام :

2- لقد آتى الله سليمان عليه السلام ملكاً عظيماً ، لم يؤته أحدا من قبله ، ولن يعطه لأحد من بعده إلى يوم القيامة ، فقد سخر الله له الجن ، فكان لديه القدرة على حبس الجن الذين لا يطيعون أمره ، وتقييدهم بالسلاسل وتعذيبهم ، لذلك كانوا يستجيبون لأوامره ، فيبنون له القصور، والتماثيل - التي كانت مباحة في شرعهم - والأواني والقدور الضخمة ، فلا يمكن تحريكها من ضخامتها ، وكانت تغوص له في أعماق البحار وتستخرج اللؤلؤ والمرجان والياقوت .

3- كما سخر الله لسليمان عليه السلام الريح فكانت تجري بأمره ، لذلك كان يستخدمها سليمان في الحرب ، فكان لديه بساطاً خشبياً ضخماً ، وكان يأمر الجيش بأن يركب على هذا البساط ، ويأمر الريح بأن ترفع البساط وتنقلهم للمكان المطلوب ، فكان يصل في سرعة خارقة.

4- ومن نعم الله عليه ، أن أسال له عين القِطر وهو النحاس المُذاب ، فكان النُحاسُ يتدفّق رقراقًا مُذابًا لسليمان عليه السلام كتدفق الماء العذب ، فيصنع منه ما يشاء من غير ، ومن هذه النعم أيضاً جيش سليمان عليه السلام المكون من : الإنس ، والجن ، والطيور ، وكان يعرف لغتها جميعاً .

ذكاء وحكمة وحسن قضاء نبي الله سليمان :

5- كان أبوه (نبي الله داود) في أيام ملكه يشاوره في أموره مع حداثة سنه لحكمته وفطانته ، وقد ذكر القرءان الكريم طرفًا من ذلك النبوغ والذكاء الذي كان عند سليمان عليه السلام وذلك في قصة الحرث والزرع الذي نفشت فيه الغنم ، حيث أن زرعًا لقوم دخلت فيه غنمٌ لقوم ءاخرين ليلًا فأكلته وأفسدته ، فجاء المتخاصمون إلى داود عليه السلام وكان عنده ابنه سليمان وقصوا عليه القصة ، فحكم نبي الله داود بالغنم لصاحب الزرع عِوضًا عن حرثه الذي أتلفته الغنم ليلًا .

6- قال سليمان عليه السلام : عندي حكم آخر يا أبي ، قال : ما هو؟ قال : " تُدفعُ الغنمُ إلى أهل الحرث فينتفعون بألبانها وأولادها وأشعارها ، وتُدفعُ الحرث إلى أهل الغنم يقومون بإصلاحه حتى يعود كما كان ، ثم يترادان بعد ذلك فيعود لأهل الغنم غنمهم ولأهل الحرث حرثهم" وكان ما أفتى به سليمان أقرب للصواب وأضمن للحق فقال داود عليه السلام : قد أصبت القضاء، ثم حكم بذلك .

7- مما يدل أيضًا على حكمة وفطانة نبي الله سليمان عليه السلام وجودة رأيه في الحكم والقضاء ما جاء في الحديث أن محمد صلى الله عليه وسلم قال: (بينما امرأتان معهما ابناهما، جاء الذئبُ فذهب بابنِ إحداهما ، فقالتْ هذه لصاحبتها : إنما ذهب بابنِك ، وقالت الأخرى : إنما ذهب بابنِك ، فتحاكمتا إلى داودَ عليه السلامُ ، فقضى به للكبرى، فخرجتا إلى سليمانَ بن داودَ فأخبرتاه فقال : ائتوني بالسِّكين أشقُّه بينهما ، فقالتِ الصغرى : لا تفعلْ يرحمْك الله ، هو ابنُها ، فقضى به للصغرى) .

سليمان عليه السلام والخيل :

8- كان سليمان عليه السلام يحب الخيل كثيراً، خصوصاً ما يسمى (بالصافنات) ، وهي من أجود أنواع الخيول وأسرعها ، وفي يوم من الأيام عُرِضت عليه عصرًا هذه الخيول ، فأخذ ينظر إليها ويتأملها ، حتى غابت الشمس ، فأنب نفسه لأن حبه لهذه الخيول شغله عن ذكر ربه ، فأمر بإرجاع الخيول له (فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ) ، وجاءت هنا روايتان كلاهما قوي ، رواية تقول أنه أخذ السيف وبدأ بضربها على رقابها وأرجلها حتى لا ينشغل بها عن ذكر الله ، ورواية أخرى تقولون أنه كان يمسح عليها ويستغفر الله عز وجل .

قيام سليمان عليه السلام بتجديد بناء بيت المقدس :

9- قام سليمان عليه السلام بعمارة بيت المقدس تنفيذًا لوصية أبيه داود عليه السلام بعد أربع سنين من توليه المُلك وأقام السور حول مدينة القدس ، وقد كان ءادم عليه السلام أول من بنى المسجد الأقصى ، بناه بعد أربعين سنة من بنائه المسجد الحرام كما أخبرنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، لما انتهى سليمان من تجديد بناء بيت المقدس ، بنى بجانبه هيكلاً عظيماً كان مقدساً عند اليهود – ولا زالوا يبحثون عنه إلى اليوم .

إبتلاء سليمان عليه السلام :

10- كانت لسليمان مجموعة كبيرة من النساء الحرائر والسراري حيث لم يكن في شريعته تحديد لعدد الزوجات ، وقيل إن سليمان عزم على الطواف على نسائه المائة (وقيل التسعين) في ليلة واحدة ، حتى تلد كل امرأة منهن ولداً يجاهد في سبيل الله ، ولم يقل سليمان إن شاء الله ، فطاف على نسائه فلم تلد منهن غير امرأة واحدة ، ولدت طفلاً مشوهاً ألقوه على كرسيه .

سليمان عليه السلام والنملة:

11- في يوم من الأيام جمع سليمان جنوده من الإنس والجن والطير، وأمرهم بالمسير في انتظام ، بحيث لا يتقدّم أحد على أحد ، وفيما هم يمشون ، مرّوا على وادٍ من النمل ، فشاهدتْ نملة سليمانَ وجنودَه يتقدّمون نحوها ، فخافتْ على نفسها وعلى أخواتها النمل أن يحطِّمها ويدوسها جيش سليمان دون قصد ، فقالت : يأيها النمل أسرعوا وادخلوا في منازلكم خوفاُ من أن يحطمكم سليمان وجنوده.

12- سمع سليمان عليه السلام ما دار من حديث بين النملة وأخواتها، وفهم ما قصدته النملة فتبسَّم ضاحكاً من قولها ، ثم أمر جنوده بالوقوف حتى يدخل النمل مساكنه ولا يصاب بأذى ، ثم رفع يديه إلى السماء شاكراً الله تعالى على نعمه الكثيرة قائلاً : (رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَـالِحًا تَرْضَـاهُ وَأَدْخِلْنِى بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّـالِحِين)

سليمان عليه السلام وبلقيس ملكة سبأ :

13- خرج سليمان عليه السلام ذات يوم يتفقد الجيش ، فاكتشف غياب الهدهد وتخلفه عن الوقوف مع الجيش ، فغضب وقرر تعذيبه أو ذبحه ، إلا إن كان لديه عذر قوي منعه من القدوم ، فمكث الهدهد زمنًا غير بعيد ثم حضر فعاتبه سليمان على مغيبه وتخلُّفه ، فقال له الهدهد: علمت ما لم تعلمه من الأمر على وجه الإحاطة ، وجئتك من مدينة سبأ باليمن بخبر خطير الشأن، وأنا على يقين منه ، إني وجدت امرأةً تحكمهم ، وأوتيت من كل شيء من أسباب الدنيا، ولها عرش عظيم تجلس عليه لإدارة ملكها ، وجدتُها هي وقومها يعبدون الشمس والسجود لها من دون الله .

14- قال سليمان عليه السلام للهدهد : سننظر فيما جئتنا به من الخبر أصدقت في ذلك أم كنت من الكاذبين فيه؟ اذهب بكتابي هذا إلى هذه الملكة وألقه إليها ، ثم تنحَّ قريبًا بحيث تسمع ما يتردد بينهم من الكلام ، فقرأت الملكة الكتاب ثم جمعت وزراءها وأكابر دولتها وقالت لهم : إني وصل إليَّ كتاب جليل المقدار، ثم بيَّنت ما فيه فقالت : إنه من سليمان، وإنه مفتتح بـ (بسم الله الرحمن الرحيم) ألا تتكبروا ولا تتعاظموا وأقْبِلوا إليَّ منقادين لله بالوحدانية والطاعة مسلمين له .

15- قالت الملكة : يا أيها الأشراف أشيروا عليَّ في هذا الأمر، ما كنت لأفصل في أمر إلا بمشورتكم ، قالوا لها : نحن أصحاب قوة وشجاعة في القتال ، والأمر موكول إليكِ فانظري ماذا تأمريننا به ؟ قالت محذرةً لهم من مواجهة سليمان بالعداوة : إن الملوك إذا دخلوا قريةً بجيوشهم خرَّبوها وجعلوا أعزَّة أهلها أذلة ، وإني مرسلة إلى سليمان وقومه بهديَّة مشتملة على نفائس الأحجار الكريمة والأموال ، ومنتظرة ما يرجع به الرسل من معلومات عن مملكته ، وفي ضوء هذه المعلومات سيكون القرار النهائي.

16- جاءت الأخبار لسليمان بوصول رسل بلقيس وهم يحملون الهدية ، وأدرك سليمان على الفور أن الملكة أرسلت رجالها ليعرفوا معلومات عن قوته لتقرر موقفها بشأنه ، فأمر بإحتشاد الجيش ، وفوجئ رسل بلقيس بأن بالجيش أسوداً ونموراً وطيوراً ، وأدركوا أنهم أمام جيش لا يقاوم ، ثم قدموا لسليمان هدية الملكة بلقيس ، نظر سليمان إلى الهدية وقال مستنكرًا ذلك : أتمدونني بمالٍ تَرْضيةً لي؟ فما أعطاني الله من النبوة والملك والأموال الكثيرة خيرٌ وأفضل مما أعطاكم ، بل أنتم الذين تفرحون بالهدية التي تُهدى إليكم ، لأنكم أهل مفاخرة بالدنيا ، ثم توعدهم وملكتهم بأن يرسل إلى بلادهم بجنود لا قدرة لهم على قتالهم ويخرجهم من بلادهم أذلة صاغرين.

17- لما رجعت رُسل بلقيس إليها أخبروها بخبر سليمان عليه السلام ، ووصفوا لها ما شاهدوه من عظمة مُلكه وكثرة جنده وقوة بأسه ، وأخبروها بأنه رد الهدايا إليها ، وأنه مصمم على غزو بلادهم بجيش كبير لا قدرة لهم عليه ، ولما سمعت الملكة بلقيس هذه أيقنت بعظم سلطانه ومهابته وعدم طاقتها على مقاومته ، فبعثت إليه : إني قادمة إليك لأنظر ما تدعو إليه.

سليمان عليه السلام وعرش بلقيس

18- علم سليمان عليه السلام أن بلقيس في الطريق إليه فقرر أن يبهرها بقوته ، فيدفعها ذلك للدخول في الإسلام ، فسأل من حوله من الجن والإنس : أيُّكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني منقادين طائعين؟ قال مارد من الجن : أنا آتيك به قبل أن تقوم من مجلسك هذا - وكان عليه السلام يجلس من الفجر إلى الظهر- قال الذي عنده علم من الكتاب : أنا آتيك بهذا العرش قبل ارتداد أجفانك إذا تحرَّكَتْ للنظر في شيء ، فأذن له سليمان فأتى بالعرش .

19- أمر سليمان عليه السلام بإجراء بعض التعديلات على عرش الملكة ، ليرى هل ستهتدي بلقيس إلى عرشها أم تكون من الذين لا يهتدون ، فلما جاءت إلى سليمان قيل لها : أهكذا عرشك ؟ قالت : إنه يشبهه ، فظهر لسليمان أنها أصابت في جوابها ، ثم قيل لها : ادخلي القصر، وكان صحنه مِن زجاج تحته ماء، فلما رأته ظنته ماء تتردد أمواجه ، وكشفت عن ساقيها لتخوض الماء، فقال لها سليمان : إنه صحن أملس من زجاج صاف والماء تحته ، فأدركت عظمة ملك سليمان ، وقالت: رب إني ظلمت نفسي بما كنت عليه من الشرك ، وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين .

وفاة سليمان عليه السلام:

20- يذكر الله تبارك وتعالى كيفية موت نبيه سليمان عليه السلام وكيف أخفى الله تعالى موته على الجان المسخرين له في الأعمال الشاقة لأن الجن كانوا يقولون للناس : إننا نعلم الغيب فأراد إظهار كذبهم فقُبض سليمان وهو متوكئ على عصاه – ويُقال أنه ظل ميتًا على عصاه سنة كاملة - فلما أكلت دابة الأرض وهي حشرة صغيرة تأكل الخشب - عصاه خرّ وسقط إلى الأرض وعُلم أنه قد مات قبل ذلك بمدة طويلة ، وتبيّن للناس أن الجن لا يعلمون الغيب كما كانوا يُوهمون الناس ، ويقال إنه كان عمر نبي الله سليمان عليه السلام حين توفاه الله اثنتين وخمسين سنة ، ولبث عليه الصلاة والسلام في الملك أربعين سنة ودُفن في بيت المقدس في فلسطين .

انتهى

الانبياء"انْوَار الْهِدَايَة" عليهم الصلاة والسلام بالوعد الحـــق على الرابط التالي

https://alwa3d.forumegypt.net/f42-montada

صفحة الوعــــــــــــد الحــــــــــــــق بالفيس بوك

https://www.facebook.com/pages/%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B9%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%82/257695784303116

جـــــــروب الوعد الحــــــــق بالفيس بوك

https://www.facebook.com/groups/alwa3d.al7aq/?fref=ts

صفحة الصُحبة الطيبة بالفيس بوك

https://www.facebook.com/pages/%D9%85%D9%86%D8%AA%D8%AF%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%8A%D8%A8%D8%A9-Forum-good-companionship/180484078636404

» "سيرة نبي الله إلياس عليه السلام فى نقاط"
» سيرة يحيى عليه السلام فى نقاط
» "نبي الله إبراهيم عليه السلام فى نقاط سهلة يسيرة "
» سليمان -عليه السلام (الجزء الثاني)
» " نبي الله نوح عليه السلام"