السؤال:
أريد أن أسأل عن صحة هذا الحديث: "أظلكم شهر عظيم"، وذكر فيه: أن أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار. وهل هناك حديث مذكور فيه بعض هذه الألفاظ؟
الإجابة:
الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:
فالحديث المذكور رُوي عن سلمان الفارسي، قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم آخرَ يومٍ من شعبان، فقال: "يا أيها الناس، إنه قد أظلكم شهر عظيم، شهر مبارك، فيه ليلة خير من ألف شهر، فرض الله صيامه، وجعل قيام ليله تَطَوُّعًا، فمن تَطَوَّع فيه بخصلة من الخير، كان كمن أدى فريضة فما سواه، ومن أدى فيه فريضة، كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه، وهو شهر الصبر، والصبر ثوابه الجنة، وشهر المواساة، وشهر يزداد فيه رزقُ المؤمن، من فطر صائمًا، كان مغفرةً لذنوبه، وعتقَ رقبته من النار، وكان له مثل أجره من غير أن يُنتَقَصَ من أجره شيءٌ، قالوا: ليس كلنا نجد ما يفطر الصائم، قال: يعطي الله هذا الثواب من فطر صائمًا على مذقة لبن، أو تمرة، أو شربة ماء، وهو شهر أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار، ومن خفف عن مملوكه فيه، أعتقه الله من النار" (أخرجه ابن خزيمة في "صحيحه" 1887)، وبوب عليه: "باب فضائل شهر رمضان إن صح الخبر".
والحديث في سنده علي بن زيد بن جُدعان، وهو ضعيف.
وقال ابن رجب في "لطائف المعارف" (ص279): "م يثبُت، بل هو حديث منكر؛ كما قال الإمام أبو حاتم الرازي في العلل".
وفي سنده علي بن زيد بن جُدعان، وهو ضعيف، وقد تفرد به؛ كما قال الحافظ بن حجر في "إتحاف المهرة" (5/561): "ومداره على علي بن زيد، وهو ضعيف".
وقال العلامة الألباني في "الضعيفة" (871): "منكر ... قلت: وهذا سند ضعيف؛ من أجل علي بن زيد بن جُدعان، فإنه ضعيف؛ كما قال أحمد وغيره، وبين السبب الإمام ابن خزيمة، فقال: "لا أحتج به لسوء حفظه"، ولذلك - لمَّا روى الحديث في صحيحه - قرنه بقوله: "إن صح الخبر"، وأقره المنذري في "الترغيب"، وقال: إن البيهقي رواه من طريقه ...". اهـ.
هذا؛ والله أعلم.
الشيخ خالد عبد المنعم الرفاعى
ساحة الفتاوى بمنتديات الوعدالحــــــــــق على الرابط التالي :