"لوط - عليه السلام - ( الجزء الأول ) "

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

أما بعد ،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الكثير منا اخوانى ، اخواتى الكرام لا يعلم الكثير من المعلومات

عن حياة نبي الله ( لوط - عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام - )

نحاول بإذن الله ان نسلط الضوء على بعض المعلومات عن حياته - عليه السلام - .

كان نبي الله لوط - عليه السلام - معاصرا لنبي الله إبراهيم - عليه السلام -

وهو إبن أخيه وكان ابراهيم - عليه السلام - يحبه حبا شديدا وآمن لوط بعمه

إبراهيم - عليهما السلام - كما ذكر المولى - جل وعلا -

(فآمن له لوطا وقال إني مُهاجر إلى ربي انه هو العزيز الحكيم )

(سورة العنكبوت الآية :26 )

وخرج لوط - عليخ السلام من أرض ( بابل ) فى العراق مع عمه إبراهيم - عليه السلام -

تابعاً له على دينه مهاجراً معه إلى الشام ، ثم مضوا إلى مصر ... ثم عادوا إلى الشام

فنزل ابراهيم - عليه السلام - فلسطين ؛ ونزل لوط - عليه السلام - الأردن .

واستقر لوط - عليه السلام - بمدينة ( سدوم ) وقد كان أهلها

ذوى اخلاق فاسدة ، لا يتعففون عن معصية ولا يتناهون عن منكر فعلوه

بل كانوا من أفجر الناس وأقبحهم سيرة وأخبثهم سريرة

يقطعون الطريق ويخونون الرفيق ، ويتربصون لكل سار ٍ ، فيجتمعون عليه

ويسلبونه ما حمل من مال ..

وكانوا مع هذا يرتكبون الفواحش علانية فى ناديهم ، لم يحاولوا ان يستتروا

أو حتى يداروا المنكر ..!!

والعياذ بالله من هؤلاء القوم

فدعاهم لوط - عليه السلام - إلى عبادة الله ونهاهم عن هذه الفواحش وسوء الخُلق

وإتيان الذكور ، وقطع السبيل ..

ولكنهم لم يستجيبوا لدعوة الحق بل لم يؤمن منهم رجل واحد...!

يقول تعالى على لسان لوط - عليه السلام - :( اتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون

* ائنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم تجهلون )

( سورة النمل : 54 : 55 )

ولكن هؤلاء قوم السوء ساءهم ان يكون بينهم رجل طاهر لا يعصي الله

ولا يرتكب الفواحش .!!

وظنوا ان الرجل الطاهر لوط - عليه السلام - جزاؤه الطرد والنفي

فتنادوا : ( أخرجوا آل لوط ٍ من قريتكم إنهم أنُاس يتطهرون )

( النمل :الآية : 56 )

حاول وجاهد معهم نبي الله لوط - عليه السلام - ولكن لا فائدة

فلم يؤمن بعد كل هذا سوى أهله فقط ، وللأسف حتى زوجته لم تؤمن به !

ولكنه - عليه السلام - لا ييأس ابداً هكذا هى سمة الأنبياء جميعاً

عليهم الصلاة والسلام وظل يدعو قومه دون ملل سنوات طويلة

فلما راى لوط - عليه السلام - منهم كل إعراض خوفهم بأس الله وعذابه

فلم يأبهوا لتحذيره ، بل تحدّوه أن يأتيهم بالعذاب ..قال تعالى :

( فما كان جواب قومه إلا أن قالوا ائتنا بِعذابِ الله إن كنت من الصادقين )

(سورة العنكبوت : الأية :29 )

فسأل لوط - عليه السلام - ربه ان ينصره على هؤلاء القوم المفسدين

فاستجاب الله دعاءه ، وحقق سؤاله ، وبعث ملائكة إلى هذه القرية الظالم أهلها

لينزلوا بها ما يستحقون من عقاب ؛ فمروا اولاً بدار إبراهيم - عليه السلام -

فحسبهم عابري سبيل ، وقدم لهم خير ما يثقذم للأضياف

ولكن ايديهم لم تمتد إلى الطعام والشراب وبشروه بمولد اسحاق - عليه السلام -

وحاول إبراهيم - عليه السلام - أن يجادلهم ليؤخر العذاب عن قوم لوط لعل

بعضهم يؤمن بالله ولكن افهموه أنه أمر الله وأنه لن يؤمن منهم احد

قال المفسرون :

( لما خرج الملائكة من عند إبراهيم - عليه السلام - وهم

_جبريل، وميكائيل ، واسرافيل _ أقبلوا حتى أتوا أرض سدوم، في صور شبان ٍ حِسان

اختباراً من الله تعالى لقوم لوط وإقامة للحجة عليهم ، فاستضافوا لوطاً - عليه السلام - وذلك

عند غروب الشمس ، وحسبهم بشراً من الناس ، وانطلق أمامهم

وجعل يُعّرض لهم في الكلام لعلهم ينصرفون عن هذه القرية

فقال لهم فيما قال : والله يا هؤلاء ما أعلم على وجه الأرض اهل بلد اخبث من هؤلاء

ثم مشى قليلاً ، ثم اعاد ذلك عليهم حتى كرره أربع مرات ،

قال : وكانوا قد أمُروا ان لا يهلكوهم حتى يشهد عليهم نبيهم بذلك )

(قصص الأنبياء : ص 233 / 234 بإختصار )

نستكمل باقي الموضوع فى الجزء التالى بإذن الله

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

» سليمــــــــان -عليه السلام- (الجزء الأول )
» " لوط -عليه السلام - ( الجزء الثاني ) "
» الجزء الثاني من قصة موسى عليه السلام
» سليمان -عليه السلام (الجزء الثاني)
» نبى الله موسى عليه السلام { الجزء اﻷول }