( هل من السنة الإفطار على وتر من الرطب أو التمر ؟ )
سئل العلامة محمد بن عثيمين-رحمه الله (نور على الدرب / 354) السؤال الآتي:
سمعت أن الصائم عند إفطاره يجب أن يفطر على عدد فردي من التمر أي خمس أو سبع تمرات وهكذا فهل هذا واجب؟ فأجاب : ( ليس بواجب بل ولا سنة أن يفطر الإنسان على وتر ثلاث أو خمس أو سبع أو تسع إلا يوم العيد عيد الفطر فقد ثبت (أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان لا يغدو للصلاة يوم عيد الفطر حتى يأكل تمرات ويأكلهن وتراً) وما سوى ذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يتقصد أن يكون أكله التمر وتراً )
وقال رحمه الله في مجموع فتاويه ورسائله في صلاة العيد : [ وهل كلما أكل الإنسان تمراً في غير هذه المناسبة -يقصد سنة عيد الفطر- يقطعها على وتر؟ نقول: لا. وهل الإنسان يقطع كل شيء على وتر؟
فإذا أكل نقول له: اقطع ثلاث لقمات، فهذا غير مشروع.وعندما يحب أن يزيد من الطيب فيقول أوتر ولكن هذا لا أصل له.فأنا لا أعلم أن الإنسان مطلوب منه أن يوتر في مثل هذه الأمور، فأما قول الرسول صلى الله عليه وسلم «إن الله وتر يحب الوتر»، فليس هذا على عمومه، لكنه عز وجل وتر يحكم شرعاً أو قدراً بوتر، فمثلاً الصلاة وتر في الليل نختمه بوتر التطوع، وفي النهار نختمه بوتر المغرب، وأيام الأسبوع وتر، السموات وتر، والأرض وتر، فيخلق الله عز وجل ما يشاء على وتر، ويحكم بما يشاء على وتر، وليس المراد بالحديث أن كل وتر فإنه محبوب إلى الله عز وجل.
وإلا لقلنا احسب خطواتك من بيتك إلى المسجد لتقطعها على وتر، احسب التمر الذي تأكله على وتر، احسب الشاي الذي تشربه لتقطعه على وتر، وكل شيء احسبه على وتر . فهذا لا أعلم أنه مشروع.
فأكل تمرات وتراً من السنن التي تفعل في عيد الفطر خاصة أن لا تأتي المسجد حتى تأكل تمرات وتراً. فبعض الناس ولاسيما العامة ينقلون التمر ليأكلوه في مصلى العيد، ولا يأكلونه حتى تطلع الشمس فيقيدون هذا الأكل بزمان، ومكان. فالزمن بعد طلوع الشمس، والمكان مصلى العيد . وقد قلنا: إن كل إنسان يخصص عبادة بزمان ومكان لم يرد به الشرع ، فإنها بدعة غير موافقة للشرع . والله الموفق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين]
لم يثبت حديث ان النبي صلى الله عليه وسلم انه فعل او قال اذا أردت
ان تفطر توتر بالتمر او الرطب
بثلاثة او خمسه او سبعه
ولكن جاء فقط أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان لا يغدو للصلاة يوم عيد الفطر حتى يأكل تمرات ويأكلهن وتراً
فالأمر واسع فلا يتقصد أحدنا أن يفطر على وتر من التمر أو الرطب لعدم ورود نص ثابت صريح في ذلك إلا في عيد الفطر ،والله أعلم.
[وقفة ]
وقفت على حديث في الموضوع لكن في إسناده نظر :
قال الإمام أيو يعلى رحمه الله تعالى في مسنده :
3305 - حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي حدثنا أبو ثابت عبد الواحد بن ثابت حدثنا ثابت
: عن أنس قال : كان النبي صلى الله عليه و سلم يحب أن يفطر على ثلاث تمرات أو شيء لم تصبه النار اهـ .
وقال الإمام الهيثمي رحمه الله في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد :
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى، وَفِيهِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ ثَابِتٍ، وَهُوَ ضَعِيفٌ اهـ .
وقال الإمام البوصيري رحمه الله في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة :
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ ، وَأَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ دُونَ قَوْلِهِ : أَوْ شَيْءٍ لَمْ تُصِبْهُ النَّارُ اهـ .
قلت : كلام الإمام الهيثمي هو الصواب ، وعبد الواحد بن ثابت قال فيه الإمام البخاري : منكر الحديث .